منذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الزلزال وحتى اللحظة.. فريقنا يواصل الاستجابة

منذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الزلزال، قدم فريق بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس – دائرة العلاقات المسكونية والتنمية استجابةً فوريةً، من خلال تواجده على الأرض لمساندة الجهات المختصة في عمليات الإنقاذ وإخراج العالقين من تحت الأنقاض، بكل الوسائل الممكنة – وإن كانت استخدام المتطوعين لأيديهم في إزاحة الركام – في ظل نقص الآليات والمعدات اللازمة بعد سنوات الحرب الطويلة والعقوبات المستمرة على سوريا
ومنذ اليوم الأول، وعملاً بتوجيهات صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، بدأ فريق الدائرة أعمال الإغاثة والاستجابة الطارئة المتواصلة حتى اللحظة، من خلال دراسة سريعة للاحتياج، والمباشرة بتوزيع المواد الإغاثية في المناطق المنكوبة في حلب، حماة واللاذقية. حيث باشر الفريق بتوزيع المستلزمات الأساسية للمتضررين جراء الزلزال من حصص غذائية إسعافية، ثياب شتوية، فرشات وأغطية، أحذية، بطانيات، حليب وحفاضات أطفال، حصص نظافة، مياه وأدوية، ليلبي احتياج المتضررين في مراكز الإيواء محاولاً تأمين ملاذٍ آمنٍ لمن فقدوا منازلهم .كما قدم الفريق أيضاً وجبات الطعام إلى كلٍّ من الكوادر الطبية والدفاع المدني والمسعفين والعاملين على إزالة الأنقاض في المناطق المنكوبة
ففي حماه وزع الفريق حصصاً إغاثيةً كاستجابة سريعة لتلبية احتياجات المتضررين ضمن مراكز الإيواء في المدينة، كما تم تركيب مستلزمات الإنارة ضمن مركز إيواء صالة اتحاد شبيبة الثورة، ومن جهة أخرى توجه الفريق إلى كل من بلدات السقيلبية ومحردة وكفربو ومنطقة وادي النصارى لتلبية احتياج العائلات النازحة إليها من خلال توزيع الحصص الإغاثية بكافة أنواعها
وفي حلب قام فريق الدائرة بتأمين المستلزمات اليومية الأساسية لاستقبال العائلات المتضررة في كلٍّ من صالات كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس ومراكز إيواء مدارس غزة الصامدة في منطقة بستان الباشا، الأصمعي واليقظة العربية في منطقة سليمان الحلبي، ومدارس سليم ملكو جرباقة في منطقة الحيدرية، والملكة زنوبيا في منطقة الإذاعة، بالإضافة إلى توزيع الحصص الإغاثية ضمن هذه المراكز

وفي اللاذقية قدم فريق البطريركية مجموعة كبيرة من الأدوية اللازمة للمصابين في مشفى تشرين الجامعي لمعالجة المصابين، وحصصاً غذائية للعائلات المصابة الوافدة إلى المشفى الوطني في المدينة مع توزيع الألبسة الشتوية على المصابين، وتقديم عكازات، وكراسي متحركة لحالاتٍ مستحقة ضمن المشفى، إضافةً إلى توزيع حصصٍ غذائية في مراكز إيواء الباسل، المدينة الرياضية والشاطئ الأزرق، وصالات الكنائس، ومراكز الإيواء ضمن منطقة الحفة بريف اللاذقية

واستجابةً للاحتياج الكبير الناجم عن الزلزال في مدينة جبلة، وزّع فريق الدائرة حصصاً غذائية في كل من مناطق الزهيريات، رأس العين والحويز، مع توزيع حصصٍ غذائية وألبسة للعائلات المتضررة بالمدينة الصناعية، وتوزيع حرامات، أدوية إسعافية، حفاضات وحليب أطفال للمتضررين. كما زوّد الفريق مشفى جبلة الوطني ببطانيات وشراشف وأجهزة إرذاذ وضغط، وأدوية طارئة ضرورية للحالات الإسعافية
وبالتوازي مع التوزيعات الإغاثية، استجاب الفريق الهندسي في الدائرة لنداء الأهالي في المناطق المنكوبة، وبدأ جولاته الميدانية للكشف على التصدّعات والتشققات التي أصابت منازلهم نتيجة الزلزال، وتحديد مدى خطورتها، تمهيداً لتقديم الاستجابة المطلوبة، كما تابع الفريق الهندسي التابع للدائرة في حلب، أعمال الاستجابة عبر وضع علاماتٍ تحذيريةٍ للمباني الخطرة، بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بنزع الألغام 
واستجابةً لنداء صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، ساهم فريق دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بحملة التبرعات العينية لتلبية احتياج المتضررين وإرسالها عبر شاحناتٍ إلى المناطق المنكوبة ليقوم فريقنا في هذه المناطق باستلامها وفرزها وتنسيقها وتوزيعها بما يلبي احتياج العائلات المتضررة.
وإلى جانب العمل المكثف لتلبية احتياج المتضررين على الصعيد الإغاثي، تنبه فريق دائرة العلاقات المسكونية والتنمية مبكراً لأهمية تقديم الدعم النفسي في حالات الطوارئ، وبدأ بتقديم الدعم النفسي الأولي للأطفال ضمن مراكز الإيواء من خلال تنفيذ الأنشطة الترفيهية
وبهدف المساعدة السليمة لكلٍ من المُسعِفين والمتضررين، قدّم فريق الدعم النفسي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس – دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، جلساتٍ داعمةً حول مفهوم الإسعاف النفسي الأولي، والمساعدة الآمنة للمسعف، لمتطوعي الدائرة الذين يتعاملون على الأرض في المناطق المنكوبة مع المتضررين جراء الزلزال
وضمن مستويات الاستجابة بكل أشكالها، قدم الفريق الطبي التابع للدائرة في حلب استشاراتٍ طبية، شملت قياس السكر والضغط والأكسجة، ومعايناتٍ طبيةً عامة للأشخاص الذين هم بحاجٍة لها، من العائلات المتضررة المتواجدة في مراكز الإيواء، كما قام الفريق في اللاذقية بإسعاف بعض الحالات من مركز الإيواء إلى مستشفى الحفّة الوطني، ومتابعة إجراء الفحوصات اللازمة، وتأمين الدواء المطلوب لكل حالة. وفي كلٍ من السقليبية ووادي النصارى، قام المتطوعون بجولةً مع طبيب، على الحالات التي تتطلب المتابعة الطبية
ومع تزايد الاحتياج الناجم عن الزلزال، يستمر العمل المكثّف على الأرض، ويقدم فريق دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في البطريركية، مستوياتٍ جديدةً من الاستجابة، تتوازى مع زخم جهود الإغاثة المستمرة منذ اليوم الأول لوقوع الكارثة