فريق الدائرة البطريركية في السويداء يقدم الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الأحداث الأخيرة
ضمن الواقع الإنساني الصعب الذي خلفته الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، وما نتج عنه من تحديات إنسانية كبيرة، تستمر جهود فريق بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس – دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في تقديم الاستجابة الإنسانية الطارئة للمتضررين – وفريق الدائرة في السويداء منهم.
الفريق استهل عمله باجتماع مع المدير العام عبر شبكة الانترنت، لوضع خطة التدخل الطارئ وتقديم الاستجابة المطلوبة بالسرعة الممكنة في ظل التحديات التي يفرضها الاحتياج المتزايد، والواقع الميداني الحالي في المحافظة، حيث باشرالفريق عمله بدراسة تقييم احتياج شاملة ودقيقة من خلال زيارة بعض مراكز الإيواء في مدينة صلخد بريف السويداء، زيارة المنازل المتضررة جراء الأحداث الأخيرة لتقييم الأضرار على أرض الواقع، وزيارة المشفى الوطني والاجتماع مع كوادره تمهيداً لتقديم الاستجابة المطلوبة.
كما نفذ الفريق مبادرة لتنظيف الشوارع من بقايا الزجاج وغيرها حفاظاً على سلامة المارة، كمرحلةٍ أولى للمساهمة في إعادة تأهيل مرافق المدينة.
وينفذ فريق الدائرة البطريركية يرافقه فريقٌ طبيٌ تطوعي من المجتمع المحلي، زياراتٍ ميدانيةٍ إلى عدة مراكز إيواء ضمن المنطقة منها مركز إيواء بلدة الكَفْر، الذي يستضيف أكثر من 150 نازحًا، بينهم نساء وأطفال.، لتقديم الفحوصات وتفقّد الحالات التي تحتاج متابعةً طبية وأدوية أمراض مزمنة.
كما وزع الفريق الحليب للأطفال دون عمر السنة، بالتعاون مع مجموعة “جنى” التطوعية، ووزع مجموعةً كبيرة من الملابس المقدّمة بمبادرةٍ من المجتمع المحلي، بعد فرزها وترتيبها حسب القياس والعمر، ونفّذ سلسلةً من أنشطة الدعم النفسي للأطفال ضمن مراكز الإيواء.
ويستأنف فريق الدائرة البطريركية رصد احتياج مراكز الإيواء، والعائلات المستضيفة للمتضررين، وفي هذا السياق، بادر الفريق بتأمين المياه لبعض العائلات في المدينة.
وفي قرية السهوة، التي استقبلت أكثر من 365 نازحاً، تنوّعت الخدمات الطبية المقدّمة بحسب الاحتياج، حيث تم إجراء 5 عمليات صغرى، ومعالجة نحو 45 مصابًا بجروح شظايا بشكل يومي من خلال تقديم الضمادات اللازمة. كما أُجريت فحوصاتٌ طبية شاملة لـ 170 طفلًا مع توفير الأدوية المناسبة، بالإضافة لتوزيع الحليب والحفاضات لتلبية احتياج أكثر من 180 طفلًا.
الفريق قام أيضاً بتأمين الأدوية الضرورية لأكثر من 140 شخصًا يعانون من أمراض مزمنة، ومتابعة العديد من حالات السيدات الحوامل، في حين شملت الحالات الإسعافية معالجة عشرات المرضى ممن يعانون التهاباتٍ شديدة.
ويجري حالياً تقديم هذه الخدمات ضمن الإمكانيات المتاحة محليًا، من خلال النقطة الطبيّة الموجودة في مراكز الإيواء، وبدعم المجتمع المحلي المُساهم في الاستجابة.
وفي موازاة ذلك، نفّذ فريق بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس – دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في السويداء، تدخلًا ميدانياً في مركز إيواء الملعب البلدي بمدينة شهبا بريف المحافظة، لتقييم احتياج أكثر من 500 عائلة نازحة جراء، تضم ما يزيد عن 2200 شخص، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن.
التدخل شمل إجراء فحوصاتٍ طبية لمرضى الأمراض المزمنة ومرضى القلب، بالتعاون مع الفريق الطبي المتطوع من المجتمع المحلي، مع توزيع بعض الأدوية اللازمة للحالات التي تم تشخيصها.
وفي إطار تقديم الإسعاف النفسي الأولي، نفذ الفريق جلسات دعم نفسي مخصصة للنساء والرجال، لرصد احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، ونشاطًا ترفيهياً لتفريغ الصدمة للأطفال المقيمين مع ذويهم في مركزالإيواء.
ويواصل فريق الدائرة البطريركية زياراته الميدانية بشكل يومي لتسجيل بيانات الأسر المتضررة ورصد احتياجاتها العاجلة، بالتعاون مع متطوعين من المجتمع المحلي، في تجسيدٍ لقيم التضامن المجتمعي والاستجابة الإنسانية الفاعلة.
